الأربعاء، 26 سبتمبر 2018

التخصص الجامعي كابوس يلاحق طلبة الثانوية العامة

📚 المقالة الجامعية في اختيار تخصصات الجامعة سبق ومررت بتجربة إختيار تخصص خاطئة تسببت في النهاية لخسارتي ٩ سنوات في دراسة التخصص الخطأ( ٥سنوات بكالوريوس في طب الأسنان، متبوعة بـ ٤ سنوات في دراسة ماجستير طب الأسنان )  عندما تنبهت لأني في المكان الخاطئ ( أثناء دراسة الماجستير )، عرفت أن طريق العودة وتصحيح المسار صعب للغاية. لذلك اضطررت للعمل لمدة ٥ سنوات إلى أن تمكنت من تغيير التخصص.  بعد ذلك كان لدي هاجس كبير، لأتمكن من تقديم النصح لغيري،هذا الهاجس تمثل في سؤال : كيف علي أن اختار تخصصي الجامعي ⁉  وهنا وجدت الكثير من الأجوبة والطرق يتم تداولها بشكل كبير جدا بين الناس. وللأسف معظم هذه الأجوبة خاطئ لدرجة كارثية. فبدأت رحلة كلفتني سنتين من البحث والتنقيب عن آلية اختيار التخصص، إلى أن خرجت بطريقة وضعتها في كتاب *" ثاني لفة يمين "* الذي يشرح آلية اختيار التخصص.  👈سأذكر الآن الطرق السيئة في اختيار التخصص،ثم اتبعها بالطريقة المناسبة



  ⬅- إختيار التخصص بناء على فرص العمل في السوق:

 هذه الطريقة فاشلة ؛ ففرص العمل تتغير من وقت لآخر، وأنت تحتاج عادة لـ ٥ سنوات لتدرس وتتخرج في تخصص ما. ذلك يعني أنه بعد ٥ سنوات ستتغير الكثير من الأشياء. فقد تتخرج لترى أن الفرص قد ملئت نتيجة ل٥ سنوات متتالية من الخريجين الحاملين لنفس التخصص والآهم من ذلك، من الذي أخبرك بأنك ستبدع في هذا التخصص ⁉ ومن الذي أخبرك من أنك ستحبه ⁉


  ⬅- إختيار التخصص بناء الرغبة والشغف والحلم:

هذه النصيحة من أسوأ النصائح التي قد توجه لك في اختيار التخصص ! أنت طالب ثانوي، وذلك يعني أنك لم تعش وقتًا كافيًا مع تخصص ما ليبدأ الشغف بالتشكل لديك ‼ فما تعرفه عن تخصص ما جعلك تبني أحلامًا وردية وشغفًا وهميًا حوله ! رؤيتك لطبيب يرتدي المعطف الأبيض جعلك تعشق الطب وتبني شغفًا وهميًا بحبه. لكنك هل تعرف ما الذي يعنيه أن تكون طبيب وأن تعيش تلك التجربة ⁉ كابتن الطيارة الذي يجول العالم بلباسه الأنيق جعلك تبني شغفًا كاذبًا لتكون قائدًا للطائرة، لكن هل تعرف ما الذي يقوم به كابتن الطيارة فعلًا بإستثناء أنه يجول العالم ويسافر ⁉ من بين الكثير من الأدلة التي تنسف كاملًا فكرة إختيار التخصص بناء على الشغف، تجربة تمت على طلاب المدرسة، بأن سألت الطلاب عن شغفهم والتخصص الذي يحلمون به. ثم سألوا طلاب جامعات مختلفة عما إن كانوا يعشقون تخصصهم أم لا   ‼  وبعد أن جمعت النتائج تبين أن طلاب الثانوي كان شغفهم يتركز في تخصصات محدودة جدًا ( كالطب والهندسة والرياضة ) نسبة هذه التخصصات للتخصصات الإجمالية الموجودة أقل من ١٠٪. 👌أما طلاب الجامعة فكان لديهم شغف في أشياء كثيرة جدا جدا.  فهل ستجد طالب ثانوية لديه شغف في أن يكون محاسبًا ⁉ أو لديه شغف في حساب الضرائب ⁉ هذه التخصصات لم يسمع بها طلاب المدرسة، أو لديهم صورة مغلوطة عنها. ولذلك لن تجدها ضمن أحلام طلاب الثانوي. لكن بالنسبة لمن جربها من طلاب الجامعة، فإنها أصبحت حلمًا وشغفًا للكثير منهم بعد أن درسها وجربها.


 ⬅- اختيار التخصص بناءً على رسالتك بالحياة:

نصيحة خاطئة فأنت كطالب ثانوي لم تعرف الحياة بعد لتتشكل لديك رسالة صحيحة تجاهها. معرفتك بالحياة ما تزال سطحية، وستتطور وتنمو مع الوقت كلما جربت أكثر وعشت أكثر. وبذلك ستتغير رسالتك للحياة مع الوقت، وستضطر لتعيش باقي حياتك في خدمة رسالة بنيتها عندما كان عمرك ١٧ سنة !!  والأهم من ذلك، من الذي قال لك بأن تخصصًا واحدًا فقط بإمكانه خدمة رسالتك ⁉ فلو كانت رسالتك مساعدة المرضى، بإمكانك أن تخدمهم بأن تدرس الطب، أو تدرس الصيدلة، أو أن تدخل أي تخصص وتتبرع بجزء من مالك للمرضى، أو أن تدخل تخصصًا يجعل منك غنيًا فتفتتح مشفى خيريًا كاملًا !! العديد من الطرق بإمكانها خدمة رسالة واحدة، إذا فاختيار التخصص منطلقًا من الرسالة هو خيار خاطئ تمامًا


⬅- إختيار التخصص بناء على رغبة الأهل والمجتمع :

نصيحة كارثية👇🏿 فالأهل لديهم خبرة محدودة في اختيار التخصصات، ومنطلقهم عادة هو تجاربهم وتجارب من حولهم. أما إن كان لدى الأهل العلم والدراية بآلية إختيار التخصص،فعندها لن يفرضوا عليك تخصصا،وإنما سيناقشونك بالتخصص بناء على وسائل اختيار التخصص. أما المجتمع الذي يُقدس الأطباء والمهندسين،فهو نفسه من يسب ويشتم ويشهر بالأطباء والمهندسين الفاشلين. إن المجتع لا يرحب أبدًا بالفشلة. وبذلك إن دخلت الطب بناء على رغبة المجتمع، فعليك أن تعلم أن المجتمع لن يقف معك إن فشلت. هناك شرح إضافي عن القدرة والمتعة موجود في دليل اختيار التخصص ( متوفر للتحميل المجاني من موقع الكتاب ).

اضغط هنا لتحميل الكتاب

اضغط هنا لتحميل الكتاب الثاني

الآن وبعد هذه المقدمة التراجيدية، ننتقل للطريقة الصحيحة في اختيارالتخصص. هذه الطريقة هي أن تختار التخصص بناء على معيارين فقط. أي تخصص تريد أن تدرسه يجب أن يوافق هذين المعيارين سويا. المعيارين هما :
1- القُدرة: القدرة هي أن تتمكن من ممارسة هذا التخصص بشكل ناجح ومتميز. لتكون لديك القدرة فيجب أن يكون لديك الموهبة اللازمة لهذا التخصص. بإمكانك معرفة ما إن كانت لديك القدرة أو لا إما من مراجعة تجاربك السابقة لتعرف أين كان تميزك، أو بإجراء اختبارات الشخصية لقياس موهبتك وشخصيتك وميولك المهني. وبذلك تعرف القدرات والمواهب الأساسية الموجودة لديك. قد يظن البعض بأن القدرة قابلة للتعلم، وأن بإمكان أي شخص تعلم أي شيء، وهذا مفهوم خاطئ فالقدرة تعني الموهبة والصقل فيجب أن يكون لديك الموهبة الأساسية، ومن ثم تقوم بالتمرين والتدرب لصقل هذه الموهبة.

2- المتعة: وهي أن تشعر باللذة أثناء قيامك بالمهمة. فأنت لا تقوم بالمهمة من أجل المال أو الراتب.وإنما تقوم به لأنك تستمتع وتشعر بالسعادة وأنت تقوم به.  👌الآن مع هذين المعيارين،ستضمن أنك ستجد فرصة عمل مناسبة( لأنك لديك القدرة ) ،وستضمن أنك لن تمل أو تتقاعس عن الذهاب للعمل( لأن لديك المتعة ).  👌وأخيرًا، إن كان لديك طالب ثانوي أو شخص على وشك إختيار التخصص الجامعي، فلا تنسَ أن تشاركه هذا المنشور 📔📓📙📘📗📕📒  💥تستحق التامل والفكير من قبل الاباء والابناء‼
0 تعليقات على " التخصص الجامعي كابوس يلاحق طلبة الثانوية العامة "